تطلب المثالية في كل أمر.. فإن تحققت قبلته وإلا تركت الأمر كله
وهنا محل الخطر
*******
تريد صديقاً لا يخطئ.. فإن أخطأ صديقك مرة لم تسامحه
تريد نفسك دوما في أفضل تصرف.. فإن زللت مرة.. أفرطت في جلد ذاتك واعتبرت أنك فاشل لا فائدة منك
تُعرض لك أمور كثيرة متعددة الخيارات.. فتجعلك رغبتك في انتقاء الخيار الأكمل واقفاً مكانك تخشى أن تقدم على أي خطوة لئلا تكون بدرجة الكمال التي تنشد
تساهم في عمل جماعي ما.. فتبدو لك بعض التصرفات التي تخدش الصورة المثالية.. الموجودة في عقلك وحدك.. فتنفض يديك من العمل كله إذ أصابتك خيبة أمل لا برء منها
تحترم شخصية ما.. أيا كانت وأيا كان موقعها منك.. وتنسى أنه في النهاية بشر.. فيبدر منه مرّة تصرف لا يطابق تلك الصورة النموذجية المفترضة فتنفر منه نفسك وتتحسر على أيام مضت احترمته فيها بل وتنسى له أي خير
*******
أمثلة كثيرة ممكن أن نوردها وكلها تعكس في النهاية ذات المعنى
هو فخ فعلا يعيق حركة من يقع فيه ويحرمه بل وقد يحرم مجتمعه من دور مفيد يمكنه القيام به
ليست دعوة للإهمال ولا البعد عن بذل كل جهد للوصول لخير سلوك وخير قول وخير عمل
بل هي دعوة للوسطية والنظر والتعامل مع الأمور بواقعية
والتسامح أمر مطلوب ولابد أن نبذله سواء مع أنفسنا
أو مع من أحببنا ذات يوم
وتذكر
(جل ُ من لا يخطيء)