عرض تنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت الاثنين 21-9-2009 تفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودية الأمير محمد بن نايف والتي نفذها المطلوب الأمني على قائمة الـ85 عبدالله حسن عسيري أثناء استقبال الأمير له في منزله، بعد أن أبدى رغبته في تسليم نفسه.
واحتاج تنظيم القاعدة في اليمن إلى نحو شهر كامل ليعلن عن بعض تفاصيل المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف في مدينة جدة مع نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان الماضي.
وكشفت وزارة الداخلية السعودية في حينها أن الانتحاري أبدى رغبته في تسليم نفسه إلى مساعد الوزير، مشيرة إلى أن الانفجار حصل أثناء مكالمة هاتفية بين الأمير وأحد المطلوبين في اليمن، حيث كان الانتحاري عسيري وسيطاً فيها.
وكشف تنظيم القاعدة عن هذا الاتصال الذي دار في نحو 4 دقائق، وفيه بعض الكلمات للانتحاري عبدالله عسيري بعد تفخيخه في اليمن.
وتضمن التسجيل أيضاً تهديداً لقائد التنظيم المطلوب اليمني ناصر الوحيشي.
وعاودت وزارة الداخلية السعودية، عقب تلك الحادثة، التأكيد على أن أبواب التوبة مفتوحة أمام المطلوبين لتسليم أنفسهم.
وقال مراسل العربية في جدة خالد المطرفي إن وزارة الداخلية لم تصدر تعقيبا رسميا على بث شريط القاعدة.
وأضاف إلى أن المراقبين يعتبرون أن بث الشريط هو محاولة من القاعدة لتجنيد المزيد من الشباب بتصوير الانتحاريين المغرر بهم على أنهم أبطال.
وقال المراسل إن ما يكشفه الشريط يتطابق مع الرواية التي أوردتها وزارة الداخلية حول الحادث.
محاولة الاغتيال
واستخدم عسيري في محاولة الاغتيال جوالاً بشريحتين هاتفيتين، الأولى استخدمها في الحديث مع رفاقه باليمن لإعطاء الإشارة، والثانية كانت معدّة لاستخدامها كصاعق للتفجير.
وتمت عملية تفخيخ جسد الانتحاري عسيري قبل تسلله إلى السعودية بمساعدة من عناصر في تنظيم القاعدة في اليمن ومن بينهم شقيقه إبراهيم.
وقال الانتحاري عسيري، عندما كان في مجلس الأمير محمد بن نايف في قصره ينتظر مجيئه، لموظفي القصر إذا كان الأمير سيتأخر فأنا سأتمدد (أي يضطجع) إلى أن يأتي بسبب شعوره بالإعياء نتيجة وجود المتفجرات في جسمه، ولأنه لم يأكل ولم يشرب لما يقارب 40 ساعة؛ خشية أن تبطل المأكولات والسوائل مفعول تلك المواد.
وعند دخول الأمير محمد بن نايف إلى المجلس بعد أقل من ساعة، كان الانتحاري يجلس على الجهة اليمنى من المكان، بينما اتخذ الأمير من نفس الركن مكاناً له على غير عادته عند استقبال زواره، ليكون قريباً من الانتحاري وحتى يتسنى له سماعه ولم يفصل بينهما إلا الأريكة.