د. عبد الحفيظ خوجة
* استمتع بالقهوة.. ولكن من دون إفراط
* من الأخطاء الشائعة أن يتناول الشخص من القهوة أكوابا كثيرة منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل، وهو يستمتع بما تمنحه القهوة إياه من نشاط بدني وتركيز ذهني ودقة في أداء العمل. إلا أن هذا الشعور بالجوانب الإيجابية للقهوة لا يدوم طويلا، وهو ليس خاليا من المضاعفات، فكثيرا ما تصاحبه بعد فترة أعراض جانبية تليها مضاعفات صحية قد تكون خطيرة.
من الممكن أن يستمتع كل شخص منا بتناول فنجان قهوة في الصباح، ثم فنجان آخر في وقت لاحق من النهار، وفي الوقت نفسه يجب أن نعرف جميعا أن الكافيين الموجود في القهوة هو مادة منبهة، وأن الحصول على الكثير من هذه المادة يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية ضارة كثيرة.
المركز الوطني لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة يقدم تحذيرا من الإفراط في تناول الكافيين، ويضع مجموعة من الأعراض، مما تم رصده في المركز، والتي تظهر عند الإفراط في استهلاك الكافيين، من أهمها:
• انخفاض في درجة الدقة في التنسيق الحركي.
• عدم القدرة على النوم في التوقيت المحدد للنوم يوميا.
• الصداع، والقلق.
• زيادة الانفعال والشعور بالدوخة.
• الشعور بسرعة التهيج.
• زيادة معدل ضربات القلب.
• الإفراط في التبول. • الشعور بالإحباط والاكتئاب بمجرد انخفاض مستوى مادة الكافيين، لأن الجسم قد تعود على الحصول على مستوى يومي منتظم من الكافيين.
وعليه يجب الحذر من الإفراط في تناول الكافيين والتوقف عنه بمجرد ملاحظة ظهور أحد أو بعض هذه الأعراض.
* الحدّ.. من أمراض نمط الحياة المعاصرة
* من الأخطاء الشائعة جدا بين غالبية أفراد المجتمعات الراقية والمتحضرة عدم الاهتمام بالنمط الغذائي الصحي السليم، وعدم ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية المطلوبة للمحافظة على صحة وسلامة الجسم والعقل، وهذا ما أدى إلى انتشار ما يسمى بأمراض العصر، وهي جد خطيرة ومميتة، إذ سجلت تقارير منظمة الصحة العالمية ارتفاع نسبة الوفيات في أعمار مبكرة بسبب أمراض القلب والشرايين التي نجمت عن توافر مجموعة من عوامل الخطر كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم مع زيادة الوزن وزيادة قابلية الإصابة بداء السكري.
متلازمة الاستقلاب (التمثيل الغذائي) Metabolic Syndrome.. هي مجموعة من العوامل التي تتضافر لتزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض العصر الشائعة، وهي أمراض القلب التاجية، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون مع زيادة الوزن، وغيرها من الأمراض، بما في ذلك زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات الدموية. رابطة أطباء القلب الأميركية تقدم قائمة بأهم المعايير التي يشير وجودها إلى زيادة احتمال الإصابة بتلك الأمراض، وهي: • وجود طبقة من الدهون الزائدة حول البطن.
• وجود ارتفاع في ضغط الدم.
• عدم مقدرة غدة البنكرياس على إنتاج الأنسولين بالكمية التي يحتاجها الجسم. • نتائج التحاليل المختبرية التي تشير إلى:
ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية (triglycerides) في الدم، انخفاض مستوى البروتين الدهني ذي الكثافة العالية (الكولسترول الحميد HDL cholesterol)، ارتفاع مستوى البروتين الدهني ذي الكثافة المنخفضة (الكولسترول الضار LDL cholesterol)، ارتفاع نسبة عامل النشاط البروتيني (سي C ـ reactive protein) في الدم، وجود مستويات عالية لبعض الإنزيمات في الدم.
وبإجماع العلماء فإن متلازمة الاستقلاب (التمثيل الغذائي) تعتبر من أخطر أمراض نمط الحياة المعاصرة، وتستوجب اتخاذ إجراءات جادة للحد منها ومن انتشارها، وذلك بتناول الوجبات الصحية، وممارسة الرياضة البدنية بانتظام، ثم استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.