تناولت الحلقة الثالثة من مسلسل طاش "طاش" قضية تطوير مناهج التعليم في السعودية، ورفض بعض المسؤولين ذلك بحجة الدفاع عن ثوابت الدين والوقوف في وجه "تيارات التغريب" التي تهاجم البلاد.
وجاءت الحلقة تحت عنوان " التطوير" لتناقش كذلك مشكلة الظلم الذي يتعرض له بعض الشباب السعودي من أصحاب الكفاءات أثناء رغبتهم في الحصول على وظيفة في التعليم.
وأدى النجم ناصر القصبي شخصية الدكتور عبد الرحمين الذي عين مسؤولا عن تطوير التعليم والمناهج في المملكة العربية السعودية ومحاولة تغيير وضع المناهج للدخول إلى المستقبل بعقل منفتح، ولكن د. عبدالرحمن يواجه برفض شديد من بعض المسؤولين في وزارة التعليم على أفكاره نحو التطوير.
بالمقابل يؤدي النجم عبد الله السدحان دور أحد الرافضين بضراوة لضرورة تطوير التعليم والمناهج، ورفض الشيخ الاستماع إلى مشروع تطوير التعليم ودعا للبقاء على المناهج القديمة، مستنكرا أفكار من تعلموا وسافروا إلى الخارج، معتبرا أن تطوير المناهج الدينية مخالف للدين الإسلامي.
وفي احد اجتماعات اللجنة تفاجئ الدكتور عبد الرحمن أن ما يجري عرض من أفكار لتطوير المناهج تتناول الشكل دون أي اهتمام بالمضمون مما يتنافى مع العرض الأصلي للجنة، وعرض بعض التفسيرات المتشددة في كتب الفقه التي يجري تدريسها في مدارس المملكة مما يغذي نظرة التطرف تجاه الآخر والابتعاد عن قيم التسامح والاعتدال التي تميز الدين الحنيف.
وفيما يحاول د. عبدالرحمن مشاهدة التطوير في المدارس ومظاهر الاحتفال باليوم الوطني غير أنه اكتشف خلال تواجده في جلسة احتفالية في إحدى المدارس أن أحد المشايخ أخبر التلاميذ أن الأعياد في الدين الإسلامي يومان فقط في السنة، وأن الاحتفال بغيرها من الأيام بدعة.
وبعد ذلك لجأ الشيخ الذي يقومه بدوره السدحان إلى بعض المشايخ الرافضين لعملية تطوير المناهج، وفي مصادفة الدكتور عبد الرحمن في الوزراة عندما جاء وفد المشايخ لمقابلة الوزير، وعندما رأى عبدالرحمن دخولهم إلى مكتب وزير التعليم، سارع إلى طلب ورقة بيضاء من مدير المكتب الوزير ليهم بكتابة استقالته لكن مزقها بعد ذلك بطلب من الوزير الذي أكد ضرورة الاستمرار بتطوير مناهج التعليم بغض النظر عن الاعتراضات التي يحاولها فرضها بعض المتشددين.
من ناحية أخرى كشفت الحلقة عن الظلم الكبير الذي لحق بالشاب حسين بعد أن رفضت لجنة قبول تعيينه في سلك التعليم رغم تفوقه الدارسي الكبير وثقافته العالية بحجة عدم وجود" مظاهر الصلاح والتقوى لديه"، وفي نفس الوقت ظهر الفساد لدى تلك اللجنة بقبولها مبدأ المحسوبية والواسطة في تعيين شاب آخر ليس عنده الكفاءات المناسبة.
الأمير: "طاش" فعالية ثقافية
وتعقيبا على الصدى الكبير الذي لاقته الحلقة الخاصة بالتعليم أوضح مؤلف الحلقة الصحافي والكاتب يحيى الأمير أن "طاش" ليس عبارة عن مجرد مسلسل بقدر ما بات فعالية ثقافية هامة، وهو نتاج لحالة حوار بات يعيشه السعوديين كحالة ازدهرت مع انطلاقة مؤتمرات الحوار الوطني في السنوات الأخيرة، وأضاف أن ما يشهده "طاش" والصحف السعودية من حراك ثقافي هو نتيجة لتطور الثقافة السعودية التي انتقلت من حالة الحوار إلى مرحلة المؤسسة.
وشدد الأمير في حواره على أن الحلقة لم تعرض أحداثا حقيقية وإلا أضحت "طاش وثائقي"، مشيرا أن الغرض من الحلقة كان مناقشة الأفكار وليس الأحداث، نوه وكذلك إلى أن نص الحلقة ناقش مشكل العوائق التي تقف أمام التطوير من خلال شخصيات بيرواطية، وبالتالي فإن البيرواقراطية لا تقل خطرها عن عيب التزمت الديني.
وأوضح أن الحديث عن مشروع وطني وسيادي جاء بقرار سامي، وأن مشاريع تطوير التعليم والقضاء وغيرها جاءت لإعادة صياغة مؤسسات لم تعد تلبي متطلبات وحاجات الإنسان السعودي الذي بات يشعر أن طموحاته أضحت أكبر من طموحات وآفاق تلك المؤسسات.
واشار الأمير في حديثه لـ"العربية" أن حلقة "طاش" ناقشت أولوية الانتماء إلى الوطن أم الأمة، مردفا أن المشروعات الوطنية الكبير لا يمكن أن تُعاق ولا يمكن لشيء أن يوقف منهج فتح المسارات اللائقة أمام المواطنينن، قائلا:" الحمدلله نحن في المملكة ليس عندنا مشاكل سياسية ولا أزمات اقتصادية كبرى، لدينا بعض العيوب الداخلية التي نسعى للتخلص منها".
يشار إلى أن عدة صحف سعودية بالحلقة الأولى من "طاش"، حيث رأت فيها "عكاظ"، على سبيل المثال، أن فيها الكثير من تعويض الغياب على مدى عامين، مشيرة إلى أنه بدا واضحاً أن الحلقات المقبلة ربما ستشكل فارقاً في رصيد النجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان.
أما صحيفة "المدينة" فرأت أن الحلقة الأولى أعادت "طاش" القديم، حيث الفكرة الهادفة.. براعة الثنائي (السدحان والقصبي) وقدرتهما على تجسيد الدور بأسلوبهما الكوميدي.. ونجاح الفنان حبيب الحبيب في إكمال الشخصيات.. وتأقلم المخرج السوري هشام شربتجي وهو الجديد على العمل".
وأضافت الصحيفة: "وكان الواضح أن "طاش" لم يتغيّر معه (المخرج شربتجي)، بل تطور، خاصة من نواحي انتقال الكاميرا من مشهد إلى آخر، ومن ناحية استخدام المؤثرات الموسيقية، ونجح شربتجي، وهو مخرج عربي كبير، ورغم انه يخرج "طاش" لأول مرة، فقد نجح وجعل المشاهد لا يشعر بأي تغيير".